سكانها [1] . ويذكر ابن مطيع أنه كان مع المختار خمسة مئة من مواليهم ، وأنهم قد أمروا عليهم أميراً منهم [2] . وكان أبو عمرو بن العلاء ، يقول لأهل الكوفة : « لكم حذلقة النبط ، وصلفهم » [3] . خلاصة . . وبيان : وبعد ما تقدم نقول : إن الواقع الذي كان يعيشه الشعب العراقي لم يكن في صالح أمير المؤمنين « عليه السلام » ، ولكن قد كان على أمير المؤمنين « عليه السلام » أن يستفيد من هذه القوى المتوفرة لديه قدر الامكان فلم يكن لديه خيار آخر ، إذ لا مجال لأن يأتي بالملائكة مثلاً ليحاربوا الطغاة والمتجبرين من أجل إقامة هذا الدين . وهذا بالذات هو ما واجهه رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، حيث كان لا بد له من أن يستفيد من القوى المتوفرة ، من موقع الهيمنة والرقابة ، على أن يمارس أمر الإصلاح تدريجاً بالصورة المناسبة والمجدية . كما أن الأمر قد استمر على هذه الحال ، إلى ما بعد وفاة أمير المؤمنين « عليه السلام » ، فابتلي الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه بنفس هذه التركيبة العراقية ، التي يصورها لنا النص التالي :
[1] حياة الشعر في الكوفة ص 168 . [2] حياة الشعر في الكوفة ص 168 عن تاريخ الأمم والملوك ج 2 - ق 2 ص 627 . [3] حياة الشعر في الكوفة ص 154 عن البيان والتبيين ج 2 - ص 106 .