وذلك كله يجعل قتاله « عليه السلام » للخوارج ، وحتى لعائشة ، أم المؤمنين زوجة رسول الله ، وبنت أبي بكر ، ومدللة الخليفة عمر بن الخطاب فضلاً عن حربه لطلحة والزبير وغيرهما - يجعل حربه لهؤلاء دليلاً صريحاً على تنكبهم جادة الحق ، وعلى تعديهم ، وعلى خطئهم على الأقل في مواقفهم . وقد قال ابن قتيبة ، بعد أن أشار إلى اختلاف أهل العراق في صفين : « ثم قام عدي بن حاتم فقال : أيها الناس ، لو غير علي دعانا إلى قتال أهل الصلاة ما أجبناه . ولا وقع بأمر قط إلا ومعه من الله برهان ، وفي يده من الله سبب » [1] . والذي كان يربط على قلوب الناس ، ويأخذ بأعناقهم إلى التسليم والإذعان هو ما يرونه من صدق إخباراته الغيبية « عليه السلام » حسبما ذكرناه . الصحابة مع علي « عليه السلام » : كما أن مما زاد في ظهور فضل علي « عليه السلام » ، وصوابية مواقفه : أن عدد الصحابة الذين حضروا معه صفين كان ثمان مئة رجل ، وقد جعلهم فرقة خاصة ، وأمر عليهم قيس بن سعد [2] . وحين كلم ابن عباس الخوارج كان من جملة ما قاله لهم : « أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ، ومن عند صهر رسول الله « صلى الله عليه وآله » علي بن أبي طالب « عليه السلام » وعليهم نزل القرآن ، وهو اعلم بتأويله منكم » .
[1] الإمامة والسياسة ج 1 ص 121 وبهج الصباغة ج 4 ص 264 عنه . [2] الإمامة والسياسة ج 1 ص 149 .