اطرح على كل قتيل منهم قصبة ، فلم أزل كذلك ، وأنا بين يديه ، وهو راكب خلفي ، والناس يتبعونه حتى بقيت في يدي واحدة . فنظرت إليه وإذا وجهه أربد ، وإذا هو يقول : والله ، ما كذبت ، ولا كذبت . فإذا خرير ماء عند موضع دالية - ثم يذكر العثور على ذي الثدية هناك ، ثم يقول - : فكبر علي بأعلى صوته ، ثم سجد ، فكبر الناس كلهم » [1] . قبل . . وبعد النهروان : إن الأمر لم يقتصر على إخبار علي « عليه السلام » بأمر ذي الثدية . ونحو ذلك مما يدخل في نطاق حرب الخوارج له « عليه السلام » . بل تعداه إلى ما قبل وبعد حرب النهروان ، حيث نجد علياً « عليه السلام » يستمر في إعطاء الدليل تلو الدليل على أنه هو الذي اختصه رسول الله « صلى الله عليه وآله » بالمعارف والعلوم التي عرفه الله إياها . وذلك حين يخبر الناس أيضاً بمستقبل هذا الخط الانحرافي عن صراط الله . وذلك فور عثوره على المخدج . . فعن حبة العرني قال : لما فرغنا من النهروان قال رجل : والله لا يخرج بعد اليوم حروري أبداً ، فقال علي « عليه السلام » : « مه ، لا تقل هذا ! فوالذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة إنهم لفي أصلاب الرجال ، وأرحام النساء . ولا يزالون
[1] شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 2 ص 277 و 278 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص 415 .