لكن أحداً لم يلتفت إلى قول عكرمة هذا ، ولا إلى ما يدعيه الخوارج على ابن عباس . وسيأتي في الفصل التالي : أن عكرمة كان خارجياً ، وكان كذاباً ، ويتهم في أمر الصلاة الخ . 2 - إن النص المذكور آنفاً يحاول أن يدعي : أن الخوارج هم فقهاء المسلمين ، تماماً على عكس ما عرف عنهم ، ولهج به أعلام الأمة ، ومؤرخوها كما أوضحناه في بعض فصول هذا الكتاب . 3 - أما بالنسبة لقضية استيلاء ابن عباس على أموال البصرة ، ومفارقته علياً « عليه السلام » ، فقد أثبتنا عدم صحة هذه القضية في كتاب مستقل طبع بعنوان : ابن عباس وأموال البصرة ، فراجع . من تزوير التاريخ أيضاً : وما تقدم يوضح لنا حجم التزوير الذي يحاول الخوارج المتأخرون ممارسته ، وهم حيث يحاولون الاستفادة من عنصر التقديس لصحابة رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، الذي دخل في التكوين الفكري والإيماني للناس في وقت لاحق ، حينما احتاج الحكام إلى تلميع صورة أناس من الصحابة يهمهم أمرهم . فأراد بقايا الخوارج تبرئة أنفسهم ، حين نسبوا ، الخارجين على أمير المؤمنين إلى الصحابية ، بل زعموا - زوراً وبهتاناً - : أنهم من أهل بدر ، وبيعة الرضوان . واستدلوا بذلك على صلاحهم . بل لقد نسبوا بعض الخلّص من أصحاب علي « عليه السلام » - زوراً - إلى أنهم من الخوارج ، كابن عباس ، وأبي الهيثم بن التيهان ، وصعصعة بن صوحان وغيرهم .