فاسترجعت . . ثم ذكرت : أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » قد شهد لحرقوص بالجنة ثلاث مرات . ثم قالت : ومن ؟ ! . « قلت : زيد بن حصن الطائي . فبكت ، وقالت : والله ، لو اجتمعت الأمة على الرمح الذي طعن به زيد لكان حقاً على الله أن يكبهم جميعاً في النار » [1] . موقف ابن عباس برواية الخوارج : وإذا كان الخوارج قد رووا عن عائشة ما تقدم ، وقد يجدون من يصدقهم في ذلك ، بسبب ما عرف عن عائشة من عداوة وضدية مع علي « عليه السلام » ، ومخالفة له ، حتى لقد شنت عليه حرباً في يوم الجمل ، قد حصدت أكثر من عشرين ألفا من المسلمين . وإذا كانوا قد ادعوا أن علياً « عليه السلام » قد ندم على قتلهم ، وبكى عليهم . فإن ذلك لم يكن ليقنع الناس ، فإن مناظرات ابن عباس لهم التي كان له الفلج فيها عليهم ، والتي شاع أمرها وذاع في البلاد والعباد ، كانت مرة المذاق ، بالغة الحدة والأثر عليهم . فكان أن حاولوا الالتفاف عليها أيضاً ، من ناحيتين : فقرروا أولاً : أن الفلج لم يكن لابن عباس عليهم . بل كان الفلج لهم على ابن عباس . . ثم زادوا على ذلك : أن ابن عباس قد أيدهم ، ووقف إلى جانبهم ، بسبب ذلك . وامتنع من مشاركة علي « عليه السلام » في قتالهم .