فقال علي : هم قوم مرقوا من دين الإسلام كما مرق السهم من الرمية ، يقرأون القرآن ، فلا يجاوز تراقيهم ، فطوبى لمن قتلهم . قال : فعندها تقدم حبيب بن عاصم هذا نحو الشراة - وهو التاسع من أصحاب علي - فقاتل حتى قتل . واشتبك الحرب بين الفريقين . فاقتتلوا قتالاً شديداً . ولم يقتل من أصحاب علي إلا أولئك التسعة » [1] . وبعد ما تقدم نقول : لقد حان الآن موعد إعطاء أمثلة يسيرة تبين لنا بعض أخبارهم ، من خلال مزاعمهم هم ، فنقول : رواية الخوارج لقصة ذي الثدية : إن إخبار النبي « صلى الله عليه وآله » عن أمر ذي الثدية ، وتركيز أمير المؤمنين « عليه السلام » على هذا الأمر ، واهتمامه بإظهاره ، وتأكيداته المتكررة على وجوده بين القتلى يوم النهر ، ثم ظهور صدقه وصحة قوله لهم عليه الصلاة والسلام كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار - قد أحرج الخوارج ، وجعلهم يضيقون ذرعاً ، لأنه تضمن إدانة صريحة لكل حركتهم . وأظهر مناقضتها للدين ، وللحق الصريح ، وللنص الصحيح . فانبروا لمواجهة هذا الواقع بمحاولة تزويرية للحقيقة وللتاريخ ، لم تقنع أحداً من الناس إلا إن كان من الخوارج أنفسهم ، وهم معاشر اخفاء الهام سفهاء الأحلام . فرووا للناس قصة ذي الثدية بطريقة تضمنت