قيل : فمنافقون ؟ ! . قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، وهؤلاء يذكرون الله كثيراً . قيل : فما هم ؟ . قال : قوم أصابتهم فتنة ، فعموا فيها ، وصمُّوا » [1] . ولعل هذا الذي روي عن الحسن إنما هو حكاية لما قاله علي « عليه السلام » حين سئل عن أصحاب الجمل . كما ورد [2] ، فراجع . . الرواية الصحيحة : والنص الصحيح ، الموافق لما اخبر به رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ولسائر ما صدر عن علي « عليه السلام » في حق الخوارج . هو النص الذي أورده ابن أعثم ، فهو يقول : « . . فلم يزل يخرج رجل بعد رجل ، من أشد فرسان علي ، حتى قتل منهم جماعة ، وهم ثمانية . وأقبل التاسع ، واسمه حبيب بن عاصم الأزدي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء الذين نقاتلهم أكفار هم ؟ ! فقال علي : من الكفر هربوا ، وفيه وقعوا . . قال : أفمنافقون ؟ ! قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً . قال : فما هم يا أمير المؤمنين ، حتى أقاتلهم على بصيرة ويقين ؟ !
[1] المصنف للصنعاني ج 10 ص 150 وكنز العمال ج 11 ص 286 و 276 عنه . [2] العقد الفريد ج 4 ص 330 .