ثم إنهم خرجوا بحروراء ، أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفاً ، فأرسل إليهم علي ينشدهم الله ، فأتوا ( فأبوا ) عليه . فأتاهم صعصعة بن صوحان وقال : علام تقاتلون خليفتكم ؟ ! قالوا : مخافة الفتنة . قال : فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل . فرجعوا ، وقالوا : نسير على ما جئنا ، فإن قبل علي القضية قاتلنا على ما قاتلنا يوم صفين . وإن نقضها قاتلنا معه حتى بلغوا النهروان . فافترقت منهم فرقة ، فجعلوا يهدون الناس ليلاً ، قال أصحابهم : ويلكم ، ما على هذا فارقنا علياً . فبلغ علياً أمرهم ، فخطب الناس ، فقال : ما ترون ؟ نسير إلى أهل الشام ؟ أم نرجع ؟ ! [1] . هل قصّر ابن عباس في الاحتجاج ؟ : وعلى كل حال . . فإن الخوارج يروون أنهم قد أفحموا ابن عباس ، وأنه قد رجع إليهم . وقبل بمقالتهم . . وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى . . وسنبين أنه كلام مزيف وغير مقبول . . وبغض النظر عن ذلك ، فإننا نجد أنهم يذكرون : أن علياً « عليه السلام » قد نهى ابن عباس عن مناظرتهم في غيبته فتسرع ، ودخل معهم في حوار ظهر فيه أنه غير قادر على رد الحجة بأقوى منها . . فتولى علي « عليه السلام » ذلك . .