عليهم بحجج من كتاب الله عز وجل ، ومن فعل النبي « صلى الله عليه وآله » ، وأبي بكر ، وعمر حتى قطعهم . ولم يجدوا جواباً لما قال . فقال بعضهم لبعض : دعوه عنكم ، ولا تجيبوه ، فلن تطيقوا مخاصمة ابن عباس ، فإنه من القوم الذين قال الله تعالى فيهم : * ( بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) * [1] » [2] . وقال الشبلنجي وغيره : إنهم بعد أن احتج « عليه السلام » عليهم ، وأفحمهم في حروراء ، قال لهم : قوموا ، فأدخلوا مصركم يرحمكم الله . قالوا : ندخل ، ولكن نريد أن نمكث مدة الأجل الذي بينك وبين القوم ههنا ليحيا المال ، ويسمن الكراع . فانصرف علي رضي الله عنه ، وهم كاذبون فيما زعموا قاتلهم الله تعالى [3] . اعتراف الخوارج : إنه لا ريب في أن علياً « عليه السلام » قد أفحم الخوارج ، وأقام الحجة عليهم ، في خطبه وفي مناظراته أكثر من مرة ، وفي أكثر من مناسبة . ولا ريب في أن الحق كان هو الفيصل ، وهو الأساس القوي في رجوع الكثيرين منهم إلى جادة الصواب ، وصرفهم عن مواصلة التمرد ، أو على الأقل في إيجاد حالة من التردد لديهم تمنعهم من مواصلة نهجهم الظالم ، الذي لا يعتمد على أساس صحيح ، الأمر الذي نتج عنه تأخير المواجهة في أكثر من موطن ، حتى لقد اعترفوا أنفسهم بهذا الأمر ، فقالوا :
[1] الآية 58 من سورة الزخرف . [2] الجوهرة في نسب علي بن أبي طالب وآله ص 108 . [3] نور الأبصار ص 99 وراجع : الكامل لابن الأثير ج 3 ص 238 والفصول المهمة لابن الصباغ ص 85 و 86 .