ملاحظات على ما تقدم : ونسجل هنا ما يلي : 1 - قد ظهر مما تقدم : أن هناك محاولة للتشكيك في أمر ذي الثدية وكون علي « عليه السلام » قد أصابه في النهروان ، حتى أن البعض يكتب لأم المؤمنين : أنه قد أصابه بمصر . في محاولة وقحة للتزوير ، والتجني على الحقيقة والتاريخ ، وعلى أمير المؤمنين « عليه السلام » بالخصوص . 2 - إن عمرو بن العاص يحاول أن يكذب وينسب إلى نفسه قتل ذي الثدية ، بهدف الفوز بالثناء النبوي العظيم على قاتله . ويبعد ذلك عن أمير المؤمنين « عليه السلام » . رغم أن أمر ذي الثدية - وانه قتل مع الخوارج كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار . 3 - إن أمير المؤمنين « عليه السلام » لم يكن بحاجة إلى ذي الثدية ، فله « عليه السلام » من الفضائل والمناقب ، ما لا يمكن حصره وعده . . ولكن الناس هم المحتاجون لذلك لكي يعرفوا الحق . ويفوزوا برضى الله ، وبنصرة وليه المظلوم . أضف إلى ذلك : أن الناس لو كانوا واعين لحقائق الدين ، وأحكامه ، لظهر لهم : أن حرب الخوارج من أعظم القربات ، وأجلها ، وأن التواني عن ذلك خسران عظيم ، ومخالفة لأحكام الله . . وخروج عن جادة الحق والدين . . إن الأمة هي التي كانت بحاجة إلى الهداية وإلى البيان ، وكان هذا البيان الغيبي الذي يقهر العقل ، ويتصل بالوجدان مباشرة ، هو الأسلوب الأمثل في مورد يحتاج إلى السرعة في اتخاذ القرار ، وإلى