أو أنه كان يرى في الخوارج خطراً يتهدد نظام حكمه ، الذي يريد له أن يبقى ويستمر ثابتاً وقوياً ، حتى لو كان ثمن ذلك هو قتل الألوف من الناس ؟ ! . أم أن له ثارات عند هؤلاء القوم ، أراد أن يستوفيها بهذه الطريقة الحازمة والحاسمة ؟ ! إن سيرة علي ، وما بينه الله ورسوله في حقه ليكذب كل هذه الدعاوى . . ويبطلها ولسنا بحاجة إلى سوق الشواهد على ذلك . وأما الحديث عن ان له ثارات على الخوارج ، فهو أسخف من أن يرد عليه ، ما دام أن حياة علي « عليه السلام » كلها كانت جهاداً وتضحيات في سبيل حفظ دين الناس وكراماتهم . . ولا يمكن أن نجد في هذا التاريخ ما يشهد لوجود ثارات له عليهم أولهم عليه . وليس علي بالذي يستحل أمراً من هذا القبيل . . ولا بد أن ننتظر الإجابة الصحيحة على السؤال من علي « عليه السلام » نفسه ، الذي اعلن بها بكل صراحة ووضوح ؛ حيث قال : « أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ [1] » . خوارج آخر الزمان : وثمة كلام آخر يقوله بعض الناس عن قضية الخوارج مع أمير المؤمنين « عليه السلام » ؛ وهو ما يلي :