أتي بها أخذها ثم رفعها وقال : والله ، ما كذبت ، ولا كذبت » [1] . ونحن نشك في صحة هذا النص ، إذ أن ذلك من قبيل المثلة ، ولم يكن أمير المؤمنين « عليه السلام » ليقدم على أمر كهذا . ويمكن الرد على ذلك : بأنه « عليه السلام » إنما قصد إثبات صحة ما كان أخبر به أصحابه عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، من مروق الخوارج ، وآية ذلك وجود المخدج بينهم . ولكنه رد غير صحيح ، فقد كان بإمكان أمير المؤمنين أن يري الناس المخدج نفسه على ما هو عليه وأن يرفع لهم يده ليروها ، من دون حاجة إلى قطع يده المخدجة . . بل إن ذلك يكون أبلغ في الحجة ، وأبعد عن التشكيك بالنسبة لمن لم يره قبل قطعها . . وقد ذكرت بعض النصوص : أنه « عليه السلام » قد رفع يده المخدجة ليراها الناس ، ولم يزد على ذلك . . وسيأتي ذلك في فصل . قتل المخدج طمأن القلوب : قد تقدمت نصوص كثيرة دلت على اهتمام علي « عليه السلام » بأمر ذي الثدية ، وشكره لله ، وسجوده ، حين وجدوه . ونورد هنا نصاً واضح الدلالة على أن قتل ذي الثدية كان له أثره الكبير على روح الناس وبث الطمأنينة في نفوسهم . . فقد روي عن أبي كثير مولى الأنصار ، قال : كنت مع سيدي ، مع