فعاد فقال : إنهم قد عبروا النهر . فقال علي : والله ما عبروه ، وإن مصارعهم لدون الجسر ، والله ، لا يقتل منكم عشرة ، ولا يسلم منهم عشرة . فتقدم علي إلى الخوارج ، فرآهم عند الجسر لم يعبروه . وكان الناس قد شكوا في قوله ، وارتاب به بعضهم . فلما رأوا الخوارج لم يعبروا كبروا ، وأخبروا علياً بحالهم ، فقال : والله ، ما كذبت ولا كذبت الخ . . » [1] . ومن كل هذا يتجلى لهم يقين علي « عليه السلام » بالغيب الذي يخبرهم به ، حتى إنه لا يتزعزع حتى مع تعدد المخبرين بخلافه ، وحتى مع حلفهم ثلاث مرات على صحة ما يخبرون به . وذلك لأنه « عليه السلام » يرى الأمور على حقيقتها ، إلى درجة أنه لو كشف له الغطاء ، ما ازداد يقيناً . احتجاجات علي « عليه السلام » وتراجعات الخوارج : لقد كانت احتجاجات علي « عليه السلام » وأصحابه على الخوارج كثيرة ، وكانت لها آثارها الإيجابية الكبيرة . . حيث رجع منهم الألوف التي قد تصل إلى العشرين ألفاً حسب بعض النصوص . وقد ذكرنا شطراً من تلك الاحتجاجات في فصل مستقل غير اننا نشير هنا إلى بعض ما يكشف لنا حجم تأثير تلك الاحتجاجات ، وذلك من خلال تراجع الألوف من الخوارج بسبب تلك الاحتجاجات ، فنقول : إنهم يروون : أنه بسبب احتجاجات ابن عباس على الخوارج « رجع