بوازن حتى يقتلهم الله ، وقد خاب من افترى . قال : ثم أقبل فارس آخر يركض ، فقال كقول الأول ، فلم يكترث علي « عليه السلام » فجال في متن فرسه . قال : فيقول شاب من الناس : والله لأكونن قريباً منه ، فإن كانوا عبروا النهر لأجعلن سنان هذا الرمح في عينه . أيدعي علم الغيب ؟ ! فلما انتهى « عليه السلام » إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم ، وعرقبوا خيولهم ، وجثوا على ركبهم ، وحكموا تحكيمة واحدة ، بصوت عظيم ، له زجل . فنزل ذلك الشاب ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني كنت شككت فيك آنفاً ، وإني تائب إلى الله وإليك ! فقال علي « عليه السلام » : إن الله هو الذي يغفر الذنوب ، فاستغفره [1] . إذا عرف السبب بطل العجب : ويوضح بعضهم السبب في الاعتقاد بأنهم قد عبروا النهر على النحو التالي : « إن الخوارج قصدوا جسر النهر ، وكانوا غربه ، فقال لعلي أصحابه : إنهم قد عبروا النهر . . فقال : لن يعبروا . فأرسلوا طليعة ، فعاد وأخبرهم انهم عبروا النهر . وكان بينهم وبينه عطفة من النهر ، فلخوف الطليعة منهم لم يقربهم ؛
[1] شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 2 ص 272 عن المدائني في كتاب الخوارج . ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص 406 و 407 وراجع الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 120 .