الناس لأجل ذلك عدة مرات . وبعد خطبته الثالثة : « أجابه الناس سراعاً ، فاجتمع إليه أربعة آلاف رجل ، أو يزيدون ، قال : فخرج بهم من الكوفة وبين يديه عدي بن حاتم الطائي ، يرفع صوته ، وهو يقول : نسير إذا ما كاع قوم وبلدوا * برايات صدق كالنسور الخوافق [1] ويشهد لذلك أيضاً ، ما عرفناه ، عن أهل العراق ، من أنهم بعد حرب صفين كانوا شديدي التخاذل عن الحرب ، وأن علياً « عليه السلام » قد لاقى الأمرين في استنفارهم لحرب معاوية ، ولم يتمكن من ذلك حتى استشهد صلوات الله وسلامه عليه ، والغصة في قلبه والشكوى منهم على لسانه . علي « عليه السلام » والمنجم : وروى ابن ديزيل قال : عزم علي « عليه السلام » على الخروج من الكوفة إلى الحرورية . وكان في أصحابه منجّم ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، لا تسر في هذه الساعة ، وسر على ثلاث ساعات مضين من النهار ، فإنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصحابك أذى ، وضر شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت ، وأصبت ما طلبت . فقال « عليه السلام » : أتدري ما في بطن فرسي هذه ، أذكر هو أم أنثى ؟ قال : إن حسبت علمت . فقال علي « عليه السلام » : من صدقك بهذا فقد كذب القرآن ، قال الله تعالى :