الله ، ومع أن الاعتداء على تلك المرأة لم يصل إلى درجة قتلها ، ولا جرحها ، ولا هتك حرمتها بالاعتداء على عرضها مثلاً ، ولو في أدنى مستوياته ، بل كان بسبب أخذ بعض حليها منها . خوارج البصرة هم المفسدون : وقد ذكرت بعض النصوص : أن خوارج البصرة هم الذين قتلوا ابن خباب . وقد احتج عمر بن عبد العزيز على اثنين من الخوارج فقال : « فأخبراني عن أهل النهروان ، وهم أسلافكم ، هل تعلمان أن أهل الكوفة خرجوا فلم يسفكوا دماً ، ولم يأخذوا مالاً . وأن من خرج إليهم من أهل البصرة قتلوا عبد الله بن خباب وجاريته ، وهي حامل ؟ ! قالا : نعم . . » [1] . وفي نص : أن عمر بن عبد العزيز احتج على بعض الخوارج ؛ فكان مما قال : « فأهل النهروان خرج أهل الكوفة منهم ، فلم يقتلوا ولا استعرضوا ، وخرج أهل البصرة فقتلوا عبد الله بن خباب ، وجارية حاملاً ، ولم يتبرأ من لم يقتل ممن قتل واستعرض » [2] . وقال ابن الأثير : « قيل : لما أقبلت الخارجة من البصرة ، حتى دنت من النهروان رأى عصابة منهم رجلاً يسوق امرأة على حمار ، فدعوه ، فانتهروه ، وأفزعوه . . » [3] .
[1] الكامل في التاريخ ج 5 ص 47 . [2] العبر وديوان المبتدأ والخبر ج 3 ص 162 . [3] الكامل في التاريخ ج 3 ص 341 وأنساب الأشراف ج 2 ص 367 و 368 .