قالوا : يا رسول الله ، ما سيماهم ؟ ! قال : التحليق » [1] . وفي نص آخر : « يتلون كتاب الله وهم أعداؤه ، يقرؤون كتاب الله محلقة رؤوسهم الخ . . » [2] . التزوير المفضوح : وإن من يراجع كتب التاريخ يعرف كثرة الخوارج من بني تميم ، وكما قد قرأنا آنفا : وصف أمير المؤمنين « عليه السلام » للخوارج بأنهم معاشر أخفَّاء الهام سفهاء الأحلام . أن ما يقرب من هذه العبارات مروي عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » أيضاً . غير أن ثمة نصاً آخراً قد جاء بعكس هذا المعنى ، فقد روى أبو هريرة : أنه سمع رسول الله « صلى الله عليه وآله » يقول عن بني تميم : « ضخم الهام ، رجح الأحلام ، وأشد الناس على الرجال في آخر الزمان » [3] . ومن الواضح : أن أبا هريرة كان عدواً لأمير المؤمنين « عليه السلام » ، وقد اعتبره أنه قد أحدث في المدينة ، وأمره في ذلك أشهر من أن يذكر . ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك . . وأن مقام أمير المؤمنين « عليه السلام » أعظم وأجل من أن ينال من هذا المظهر للنصب والعداء له صلوات الله وسلامه عليه . .
[1] سنن أبي داود ج 2 ص 284 ومستدرك الحاكم ج 2 ص 147 و 148 وسنن البيهقي ج 8 ص 171 . [2] مستدرك الحاكم ج 2 ص 145 . [3] البرصان والعرجان ص 309 وفي هامشه عن صحيح مسلم 1957 .