رووا : أن رجلاً من الخوارج جاء إلى علي « عليه السلام » ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا يسبك . قال : فسبه كما سبني . قال : ويتوعدك . قال : لا أقتل من لم يقتلني . ثم قال : لهم علينا ثلاث : أن لا نمنعهم المساجد أن يذكروا الله فيها ، وأن لا نمنعهم الفيء ما دامت أيديهم في أيدينا . وأن لا نقاتلهم حتى يقاتلونا [1] . تحرك الخوارج . . خلاصة تاريخية : ولأجل أن تتضح الأمور لا بد من العودة إلى النصوص التاريخية لنستنطقها ، ولنتعرف من خلالها على سير الأحداث . . فنقول : إنه حين بلغ علياً « عليه السلام » ما جرى بين أبي موسى وعمرو بن العاص في دومة الجندل كتب « عليه السلام » إلى ابن الكواء ، والراسبي ، وزيد بن الحصين ، ومن معهم من الناس ، يطلب منهم الالتحاق به ، ليتوجه إلى حرب معاوية . فرفضوا ذلك ، وقالوا له : إنما غضبت لنفسك ، وطلبوا منه أن يشهد على نفسه بالكفر ، ثم ينظرون فيما بينهم وبينه ، فأيس « عليه السلام » منهم . ويقولون : إنه « عليه السلام » « رأى أن يدعهم ، ويمضي بالناس إلى أهل الشام ، فيناجزهم . فقام في أهل الكوفة ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما
[1] كنز العمال ج 11 ص 287 و 308 عن أبي عبيد ، والبيهقي ، وابن أبي شيبة .