لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله « صلى الله عليه وآله » في أهل مكة ، قسَّم ما حوى العسكر ، ولم يعرض لما سوى ذلك ، وإنما اتبعت أثره حذو النعل بالنعل . . » إلى أن قال : « فإن أنتم لم تصدقوني وأكثرتم علي ، - وذلك أنه تكلم في هذا الأمر غير واحد - فأيكم يأخذ عائشة بسهمه » ؟ إلى أن قالت الرواية : « وتنادى الناس من كل جانب : أصبت يا أمير المؤمنين ، أصاب الله بك الرشاد والسداد » [1] . وفي نص آخر : أن الخوارج « لعنوا علياً في تركه اغتنام أموالهم ، وسبي ذريتهم ، ونسائهم » [2] . من سيرة علي « عليه السلام » في حرب الجمل : ولتوضيح ما صنعه علي « عليه السلام » في غنائم حرب الجمل ، وهو ما أثار حفيظة الخوارج نقول : إنهم يقولون : إنه « عليه السلام » : « لما قسم ما حواه العسكر أمر بفرس فيه كادت أن تباع ؛ فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه الفرس لي كانت ، وإنما أعرتها لفلان ، ولم أعلم أنه يخرج عليها ؛ فسأله البينة على ذلك ؛ فأقام البينة : أنها عارية ، فردها ، وقسم ما سوى ذلك » [3] . ويقولون أيضاً : « . . فجعلوا يمرون بالذهب والفضة في معسكرهم ،
[1] أحاديث أم المؤمنين عائشة ص 181 و 182 عن كنز العمال ج 8 ص 215 و 217 ومنتخبه ج 6 ص 315 و 331 وراجع جواهر الأخبار والآثار المطبوع بهامش البحر الزخار ج 6 ص 420 و 421 والبحار ( ط قديم ) ج 8 ص 564 و 565 . [2] الملل والنحل ج 1 ص 116 وأحاديث أم المؤمنين عائشة ج 1 ص 188 عنه وعن الفرق ص 58 وعن التبصير ص 27 . [3] الجمل ص 216 و 217 .