< شعر > وخير خلق الله بعد المصطفى * أعظمهم يوم الفخار شرفا السيد المعظم الوصي * بعل البتول المرتضى علي < / شعر > وابناه ، الخ . . [1] . ولو أردنا استقصاء ذلك في مصادره لاحتجنا إلى وقت طويل ولنتج عن ذلك ما يملأ عشرات الصفحات . . أما في غير الشعر ، فالأمر أعظم وأعظم . . ولعل ما ذكرناه يكفي لمن ألقى السمع وهو شهيد . بذرة الخوارج متى كانت : إن الظهور السافر للخوارج ، وإن كان قد حصل في صفين ، في حادثة رفع المصاحف ، ثم التحكيم . . ولكن الحقيقة هي أن قلوبهم قد تغيرت قبل هذا الوقت ، وبالذات في حرب الجمل ، حيث فاجأهم موقف علي « عليه السلام » تجاه السبي والغنائم في تلك الحرب . بل يمكن القول : إن ذلك قد بدأ منذ توليه « عليه السلام » للخلافة ، حينما خالف سيرة عمر بن الخطاب - المعظم عندهم جداً - في العطاء ، حيث ساوى بين الناس ، ولم يفضل أحداً على أحد ، فاعترضوا عليه . وكان هذا الأمر مما طالبوه به في حرب الجمل ، فقالوا له : أعطنا سنة العمرين [2] . فأبى « عليه السلام » إلا أن يعطيهم سنة رسول الله « صلى الله عليه وآله » .
[1] المصدر السابق ج 3 ص 645 . [2] قد تقدم هذا النص ومصادره في فصل سابق فراجع .