التصريح بما لم يكن مضطراً قبل ذلك إلى التصريح به . 3 - إن الخوارج قد أشاعوا أمراً لم يتفوه به علي « عليه السلام » ولم يشر إليه ، ولا يعبر عن حقيقة موقف علي « عليه السلام » . 4 - إن علياً « عليه السلام » يبادر إلى مواجهة رأس الخوارج الذين هم به أشد إطافة ؛ وذلك من أجل أن يحسم مادة النزاع ، بقطع رأس الأفعى ، حيث إن سقوط هذا الرأس لا يبقي لهم أي عذر أو مبرر للتشكيك والخلاف ، حيث لا يبقى أمامهم أشخاص آخرون يرون أنهم أدرى من زعيمهم الأكبر بالمصلحة ، واعرف بواقع الأمور . وكذلك لا يبقى ثمة من يقدر على اجتذاب الناس إليه ، بإثارة الشبهات ، وإعطاء أمل كبير بنصرٍ يطمحون إليه ، أو حلم عذب يراودهم ، يأملون تحقيقه في يوم من الأيام . استطراد يفيد في جلاء الصورة : وإن تزوير الخوارج للحقائق ، لا يحتاج إلى مزيد بيان ولم يكن هذا التزوير المشار إليه في هذه الرواية هو الوحيد في سلسلة أكاذيبهم ويكفي أن نذكر أنهم أنفسهم يعترفون : بأنهم كانوا إذا كان لهم هوى في أمر صيروه حديثاً . . وقد استمرت عملية التزوير والتجني عبر الأحقاب والأجيال ، حيث عمد مؤرخو الخوارج في الكتب التي وضعوها : « إلى التحامل على علي ، وصوروه كقائد هزيل ، متردد ، ضعيف الشخصية ، مسلوب الإرادة » [1] .
[1] قضايا في التاريخ الإسلامي للدكتور محمود إسماعيل ص 66 .