نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 94
من المشركين . فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد ابن المغيرة وأبو أحيحة سعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتهما وسجدا عليها لأنهما كانا شيخين كبيرين فلما يستطيعا السجود ، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا : قد ذكر محمد عليه الصلاة والسلام آلهتنا بأحسن الذكر . فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وقال : ما ذا صنعت ؟ تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله ، وقلت ما لم أقل لك ؟ ! فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا وخاف من الله خوفا كثيرا فأنزل الله هذه الآية [1] *
[1] قال الحافظ ابن كثير في التفسير : قد ذكر كثير من المفسرين هنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير من مهاجرة الحبشة ظنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها من وجه صحيح * وقال القسطلاني في شرح البخاري : وقد طعن في هذه القصة وسندها غير واحد من الأئمة حتى قال ابن إسحاق - وقد سئل عنها - هي من وضع الزنادقة ، وقال القاضي عياض : إن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه أحد بسند متصل . وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون عن الصحف كل صحيح وسقيم . ونقل عن أبي بكر بن العربي الإمام المالكي : إن جميع ما ورد في هذه القصة لا أصل له ، قال القاضي : والذي ورد في الصحيح " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ( والنجم ) وهو بمكة فسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس " ثم قال : وقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم ونزاهته عن هذه الرذيلة ، إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله ، وهو كفر ، أو أن يتسود عليه الشيطان ويشبه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ويعتقد النبي صلى الله عليه وسلم أن من القرآن ما ليس منه حتى يفهمه جبريل . وذلك كله ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم ، أو يقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من قبل نفسه عمدا - وذلك كفر - أو سهوا ، وهو معصوم من هذا كله ، وقد قررنا بالبراهين والإجماع عصمته صلى الله عليه وسلم من جريان الكفر على لسانه أو قلبه لا عمدا ولا سهوا أو أن يشبه عليه ما يلقيه الملك بما يلقى الشيطان أو يكون للشيطان عليه سبيل أو أن يتقول على الله ما لم ينزل لا عمدا ولا سهوا
94
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 94