responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 75


ابتلاه بالبلاء الذي يزيد في منقبته ، فكيف يليق العشق والقتل بذلك ؟
[ الحادي عشر ] قول داود عليه السلام ( وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) استثنى الذين آمنوا من هذا البغي فإن كان هو الفاعل لذلك وجب أن يكون حاكما على نفسه بعدم الإيمان * [ الثاني عشر ] أن قوله تعالى ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) لا يلائم العشق والقتل * فثبت بهذه الوجوه براءة نبي الله داود عما نسبه إليه الجهال * [ فإن قلت ] إن كثيرا من المحدثين روى هذه الحكاية [1]



[1] أما هذه الدعوى الباطلة فهي مردودة على ما ينسب ذلك إلى أرباب الحديث فإن أحدا من أصحاب الكتب الصحيحة لم يذكرها ولم يعرج عليها فليس من الإنصاف العلمي أن يتهم المحدثون بهذه التهمة الشنيعة ، فإن ذلك إنما يصدر من قلب موغور عليهم مملوء بالضغينة لهم ، والقصة إنما ذكرها المفسرون عن الإسرائيليات . قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قد ذكر المفسرون ههنا قصة أكثرها مأخوذ عن الإسرائيليات ، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه . ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصح سنده لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس . ويزيد وإن كان من الصالحين ولكنه ضعيف الحديث جدا عند الأئمة ا ه‌ فانظر أيها المنصف إلى كلام أهل العلم الذين لا يلقون القول جزافا ولا يقدمون آراءهم وأهواءهم على العلم بدعوى خبر الآحاد وأنه لا يفيد إلا الظن وأمثال هذه الدعاوى الواهنة ولعل المصنف أراد بلفظ المحدثين - بضم الميم وسكون الحاء وفتح الدال وقال الإمام أبو محمد بن حزم - بعد أن ساق الآيات - : وهذا قول صادق صحيح لا يدل على شئ مما قاله المستهزئون الكاذبون المتعلقون بخرافات ولدها اليهود ، وإنما كان ذلك الخصم قوما من بني آدم بلا شك مختصمين في نعاج من الغنم على الحقيقة بينهم . بغى أحدهما على الآخر على نص الآية . ومن قال : إنهم كانوا ملائكة معرضين بأمر النساء فقد كذب على الله عز وجل ، وقوله ما لم يقل وزاد في القرآن ما ليس فيه وكذب الله عز وجل ، وأقر على نفسه الخبيثة إنه كذب الملائكة ، لأن الله تعالى يقول ( هل أتاك نبأ الخصم ) فقال هو : لم يكونوا قط خصمين ، ولا بغى بعضهم على بعض ، ولا كان قط لأحدهما تسع وتسعون نعجة ولا كان للآخر نعجة واحدة ، ولا قال له : ( اكفلنيها ) فاعجبوا لما يقحم فيه أهل الباطل أنفسهم ، ونعوذ بالله من الخذلان . ثم كل ذلك بلا دليل ، بل الدعوى المجردة

75

نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست