نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 70
( الثاني ) ما يتعلق بالخضر ، وهو من وجوه [ الأول ] قوله تعالى : ( أما السفينة فكانت لمساكين ) والسفينة البحرية تساوي المال العظيم فكيف يسمى مالكها المسكين [ الثاني ] قوله ( وكان وراءهم ملك ) ومن كان وراءهم فقد سلموا منه ، وإنما كان خوفهم مما كان قدامهم [ الثالث ] قوله ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) فكيف استباح دم الغلام لأجل الخشية مع أن الخشية لا تقتضي علما ولا يقينا ؟ [ الجواب ] عن الأول : أما قوله ( شيئا إمرا ) أي عجبا ، وقيل : منكرا ، فإن حملناه على الأول فلا إشكال ، وإن حملناه على الثاني كان الجواب عنه وعن ( نكرا ) واحدا . وفيه وجوه [ الأول ] أن ظاهره منكر ومن يشاهده ينكره قبل أن يعرف علته [ الثاني ] أن يكون حذف حرف الشرط فكأنه قال : إن كنت قتلته ظالما فقد جئت شيئا نكرا [ الثالث ] أن يكون قوله ( نكرا ) أي عجيبا ، فإنهم يقولون فيما يستغربونه ويجهلون علته : إنه نكر ومنكر * وعن الثاني : أنه وصف النفس بكونها زاكية على سبيل الاستفهام لا على سبيل الإخبار ، وأيضا فلأنه تكلم بما ذكره إجراءا للأمر على ظاهره وذلك جائز لقوله عليه السلام " نحن نحكم بالظاهر " [1]
[1] ليس هذا اللفظ معروفا ، والمشهور " أمرت أن أحكم بالظاهر " قال السيوطي في اللآلي : هو غير ثابت بهذا اللفظ . ولعله مروى بالمعنى من أحاديث صحيحة . وقال السخاوي في المقاصد الحسنة : اشتهر بين الأصوليين والفقهاء ، بل وقع في شرح مسلم للنووي في قوله " إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم " ما نصه : معناه إني أمرت بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا وجود له في كتب الحديث المشهورة . وجزم العراقي والمزي بأنه لا أصل له *
70
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 70