نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 53
السلام إنما أبدل من الحزن اليسير من الكثير ، وكان ما يعتبر عليه أكثر وأوسع مما أظهره * [ الشبهة الخامسة ] أن يعقوب عليه السلام كان يعلم برؤيا يوسف أن أمره يفضي إلى العاقبة الحسنة في الدنيا والدين ، فلم لم يتسل بذلك على حزنه ؟ [ الجواب ] أن علمه بذلك لا يدفع الحزن الحاصل بسبب المفارقة ، على أن يوسف عليه السلام كان حين رأى تلك الرؤيا صبيا فلا جرم لم يقطع يعقوب عليه السلام بصحته * [ قصة يوسف عليه السلام ] [ وفيها شبه ] [ الأولى ] أنه صبر على الرق ولم يبين الحرية التي فيه وذلك معصية [ الجواب ] من وجوه [ الأول ] فلعله لم يكن نبيا في تلك الحالة ، ولما خاف على نفسه القتل جاز أن يصبر على الرق . ومن ذهب إلى هذا الوجه حمل قوله تعالى ( وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا ) على وقت آخر [ الثاني ] أن إظهار الحرية أمر يجوز أن يختلف باختلاف الشرائع ، فلعله أمر بالسكوت عنه امتحانا ، كما امتحن أبويه بنمرود والذبح [1] [ الثالث ] لعله عليه السلام أخبرهم بذلك إلا أنهم لم يلتفتوا إليه * [ الشبهة الثانية ] تمسكوا بقوله تعالى حاكيا عن يوسف وامرأة العزيز ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك