نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 50
في هذين أنه ما كان عالما بكونهم من الملائكة ، قلت : فلم صدقهم في ادعاء الملائكة من غير دليل ؟ * ( الثالث ) * أنه تعالى وصفه بالمجادلة . فقال : ( يجادلنا في قوم لوط ) ثم قال : ( يا إبراهيم أعرض عن هذا ) وهذا يدل على أن مجادلته مع الملائكة غير جائزة * [ والجواب ] أن ذلك لو كان ذنبا لعوتب عليه ولاستغفر إبراهيم على السلام منه كيف وقد مدحه الله تعالى على ذلك فقال : ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) فوصفه بهذه الصفات التي ليست وراءها منزلة في باب الرفعة . فكيف يجوز تخطئته فيما جعله الله تعالى سببا للمدح العظيم ؟ وأما قوله : كيف صدقهم في ادعاء الملائكة من غير دليل فنقول ليس في الآية أنه صدق من غير دليل ، وإذا كان كذلك كان الدليل المذكور على عصمة إبراهيم عليه السلام دليلا على أنه إنما صدقهم في تلك الدعوى بالدليل . ويقال إنهم دعوا الله بإحياء العجل الذي كان ذبحه وشواه فعاد حيا ، وأما المجادلة فإنها غير مقصودة على المخاصمة فقد تكون بمعنى المسألة قال الله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) يعني تسألك فكأن إبراهيم عليه السلام أخذ يبحث كيفية العذاب وأنه عام لهم أو خاص بالبعض ، فسمي ذلك جدالا لما كان فيه من المراجعة ، وقيل : معنى ( تجادلنا ) تسألنا عن قوم لوط أن يؤخر عذابهم رجاء أن يؤمنوا فأخبره الله تعالى بأن المصلحة في إهلاكهم وأن كلمة العذاب حقت عليهم *
50
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 50