responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 103


وعرض عليه الأمر ولم يكن ذلك منكرا عنده عليه الصلاة والسلام غير أن زيدا تبناه النبي عليه الصلاة والسلام وكان التزوج بامرأته محرما في الجاهلية ، فعلم أنه لو نكحها أطالوا ألسنتهم فيه وكانوا على قرب عهد من السلام يحترزون عن مثل هذه الأمور ، فامتنع النبي صلى الله عليه وآله عن نكاحها وقال له ( أمسك عليك زوجك ) مع ما في قلبه من الرضا حذرا عما ذكرناه فنزلت هذه الآية ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) يعني من إضمار الرضى ( وتخشى الناس ) يعني تستحي منهم أن يقولوا نكح زوجة ابنه ( والله أحق أن تخشاه ) في إظهار أمر غير ما تضمره * ( الرابع ) أن زينب طمعت في أول أمرها أن يتزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله فلما خطبها الرسول لزيد شق ذلك عليها وعلى أخيها وأمها ، حتى نزل قوله تعالى ( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية فعند ذلك انقادوا كرها ، فلما بنى بها زيد لم تساعده ونشزت عنه لاستحكام طمعها في رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحقارها زيدا ، فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( أمسك عليك زوجك ) وأخفى في نفسه استحكام طمعها فيه ، لأنه عليه الصلاة والسلام لو ذكر ذلك لزيد لتنغصت عليه تلك النعمة ، ولقال المنافقون إنه إنما قال ذلك طمعا في تلك المرأة . فهذه وجوه سوى ما ذكره الطاعنون في أنبياء الله تعالى ورسله وكلها محتمل * ( فإن قلت ) هب أن الأمر كذلك ، ولكن قوله تعالى : ( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) يدل على أن ذلك الاخفاء ما كان جائزا له * ( قلت ) أكثر ما فيه أنه أخفى ذلك إتقاءا لسوء كلام المنافقين

103

نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست