له رجال إلهيون يقيمون دولته وينصرونه ، هم الوزراء ، يحملون أثقال المملكة ، ويعينونه على ما قلده الله . فشهداؤه خير الشهداء ، وأمناؤه أفضل الأمناء ، وأن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه ، أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق ، وما هو أمر الله عليه في عباده . فبمشاورتهم يفصل ما يفصل ، وهم العارفون الذين عرفوا ما ثم . وأما هو نفسه فصاحب سيف حق وسياسة مدنية . يعرف من الله قدر ما تحتاج إليه مرتبته ومنزله ، لأنه خليفة مسدد ، يفهم منطق الحيوان ، يسري عدله في الإنس والجان ، من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له لقوله : وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وهم على أقدام رجال من الصحابة ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهم من الأعاجم ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية . لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء ) . ( المصدر : 1 / 106 ) الشريف البرزنجي قال في كتابه الإشاعة في أشراط الساعة : واعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر ، فقد قال محمد بن الحسن الدستوري في كتابه مناقب الشافعي : قد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله بذكر المهدي وأنه من أهل بيته صلى الله عليه وآله ا . ه . . . . . جاء عن ابن سيرين أن المهدي خير من أبي بكر وعمر ، قيل يا أبا بكر خير من أبي بكر وعمر ! ؟ قال : قد كان يفضل على بعض الأنبياء . وعنه : لا يفضل عليه أبو بكر وعمر . قال السيوطي في العرف الوردي : هذا إسناد صحيح ، وهو أخف من اللفظ الأول . قال : والأوجه عندي تأويل اللفظين على ما دل عليه حديث بل أجر خمسين منكم ، لشدة الفتن في زمان المهدي .