رزقين ، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله ) . ( البحار : 52 / 352 ) . وقوله عليه السلام : ( مولياً يفحص بدمه ) تصوير دقيق مؤثر لحالة الإسلام كطير مجروح يرف بجناحيه ويتخبط بدمه من ضربات الظالمين له ، وتحريفهم إياه ، حتى ينقذه المهدي عليه السلام ويحييه ويرده إلى المسلمين . والمقصود بالعطاءين في السنة والرزقين في الشهر : العطاء من بيت المال كل ستة أشهر ، وتوزيع المواد الغذائية على الناس كل أسبوعين . وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( سيميت الله به كل بدعة ، ويمحو كل ضلالة ، ويحيي كل سنة ) . ( الكافي : 1 / 412 ) . وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( ولا يبقى في الأرض خراب إلا قد عمر ، ولا يبقى في الأرض معبود من دون الله تعالى من صنم ووثن وغيره ، إلا وقعت فيه نار فاحترق ) . ( كمال الدين ص 331 ) . العوامل المساعدة للإمام المهدي عليه السلام في هداية الشعوب من الطبيعي أن يتساءل المرء : كيف سيتمكن الإمام المهدي عليه السلام من تعميم الإسلام على الشعوب غير المسلمة ، مع ما هي فيه من حياة مادية بعيدة عن الايمان والقيم الروحية ، ونظرة سيئة إلى الإسلام والمسلمين ؟ ! لكن ينبغي الالتفات إلى عوامل كثيرة عقائدية وسياسية واقتصادية تساعد الإمام المهدي عليه السلام في دعوته ، تقدم بعضها في حركة ظهوره عليه السلام . فمن ذلك أن شعوب العالم تكون قد جربت - وقد جربت - الحياة المادية البعيدة عن الدين ، ولمست لمس اليد فراغها وعدم تلبيتها لفطرة الإنسان وإنسانيته . وهي حقيقة يعاني منها الغربيون ويجهرون بها !