فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى . يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة ، حتى يخرج يوم الجمعة على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها ) . ( البحار : 52 / 330 ) . وفي ص 331 عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس : يا ابن رسول الله ، الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله ، والمسجد لا يسعنا ، فيخط مسجداً له ألف باب يسع الناس عليه أصيص ) أي بناء محكم . وقد يكون ذكر الألف باب لبيان سعة المسجد ، الذي يبدو أنه مسجد الجمعة ، الذي يقصده الناس من أنحاء العالم لصلاة الجمعة خلف الإمام المهدي عليه السلام . وقد يشمل المسجد مع مطاره ومواقف السيارات كل المساحة بين الكوفة وكربلاء ، البالغ طولها نحو ثمانين كيلومتراً . ومنها ، إظهاره لمكانة كربلاء المقدسة وكرامة جده سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، وإعطاء كربلاء مكانتها العالمية ، وقد ذكرت ذلك الروايات ، فعن الإمام الصادق عليه السلام : ( وليصبرن الله كربلاء معقلاً ومقاماً ، تختلف إليه الملائكة والمؤمنون ، وليكونن لها شأن من الشأن ) . ( البحار : 53 / 12 ) . ومنها ، الآية التي تظهر منه في نجف الكوفة ، حيث يلبس درع جده النبي صلى الله عليه وآله ويركب مركباً خاصاً يضئ للعالم ، فيراه الناس في بلادهم وهو في مكانه ! فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( كأني بالقائم عليه السلام على ظهر النجف لابساً درع رسول الله صلى الله عليه وآله فيتقلص عليه ، ثم ينتفض بها فتستدير عليه ، ثم يغشي الدرع بثوب إستبرق ، ثم يركب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ ، ينتفض به ، لا يبقى أهل بلد إلا أتاهم نور ذلك الشمراخ ، حتى يكون آية له . ثم ينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ) . ( البحار : 52 / 391 ) . وفيها عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر ، يدعو ويقول في دعائه : لا إله إلا الله حقاً حقاً ، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً . اللهم معز كل مؤمن وحيد ، ومذل كل جبار عنيد ، أنت كنفي حين تعييني المذاهب ، وتضيق عليَّ الأرض بما رحبت . اللهم خلقتني وكنت غنياً عن خلقي ، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين . يا منشر الرحمة من مواضعها ، ومخرج البركات من معادنها ، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون . يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم ، فهم من سطوته خائفون . . الخ . ) . وسوف نشير إلى ما يظهره الله تعالى على يده من إمداد غيبي وكرامات ومعجزات ، والروايات التي تذكر تطور العلوم في عصره عليه السلام . ومنها ، أنه يتخذ السهلة مسكناً له ولعياله ، وهي قرب الكوفة من جهة كربلاء ، وقد وردت بذلك عدة روايات ، وهي تشير إلى أن يكون له بعد ظهوره زوجة وأولاد عليه السلام . ومنها ، أنه عليه السلام يطيل المكث في العراق قبل توجهه إلى القدس : ( ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث ) . ( البحار : 52 / 224 ) . ويبدو أن السبب في ذلك مضافاً إلى تثبيت الوضع داخل العراق واتخاذه مركزاً