في حديث طويل : ( ويهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي عليه السلام إلى مكة فيلحقون بصاحب هذا الأمر ، ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق ، ويبعث جيشاً إلى المدينة فيأمن أهلها ، ويرجعون إليها ) . ويساعد على مضمون هذا الحديث ما كان لاقاه أهل المدينة من جيش السفياني ، ثم معجزة الخسف به وضعف حكومة الحجاز ، وربما انهيارها بعد حادثة الخسف بجيش السفياني . ويضاف إلى هذا التيار العالم المؤيد للمهدي عليه السلام شعور أهل المدينة بأن المهدي عليه السلام منهم . وهذه الرواية تشير كما ترى إلى أنه عليه السلام لا يأتي هو إلى المدينة في تلك الفترة رأساً ، بل يرسل إليها جيشاً . وهو احتمال قريب . مهما يكن ، فإن الروايات تذكر أن الله تعالى يفتح له الحجاز ، ويعني ذلك سقوط بقايا حكومة الحجاز الضعيفة ، وانسحاب بقايا قوات السفياني . وقد يتحقق فتح الحجاز ومبايعة أهله له بعد سيطرته عليه السلام على مكة ، وحدوث معجزة الخسف بجيش السفياني . وبدخول الحجاز تحت حكم الإمام المهدي عليه السلام ، تشمل دولته اليمن وإيران والعراق ، رغم وجود فئات معارضة له في العراق . ومن المرجح أن تكون دول الخليج أيضاً دخلت تحت حكمه ، بحكم سيطرته على الحجاز ، أو بمساعدة شعوبها ومساعدة أنصاره اليمانيين والإيرانيين . ومن الطبيعي أن يكون لقيام دولة واحدة لهذه السعة بقيادة الإمام المهدي عليه السلام ردة فعل كبيرة عند الغرب والشرق ، لأنها تمثل خطراً اساسياً عليهم ، لسيطرتها على مضيق باب المندب ومضيق هرمز . والأهم من ذلك خطرها