الشرقيين أيضاً . فهي فتنة تشمل كل بلاد المسلمين وكل عائلة فيها : ( حتى لا يبقى بيتٌ إلا دخلته ولا مسلمٌ إلا صكته ) ! وتتداعى فيها الأمم الكافرة على بلاد المسلمين كما يتزاحم الجائعون النهمون على مائدة دسمة : ( وعندها يأتي قوم من المغرب وقوم من المشرق فيلون أمر أمتي ) ! أي يحكمون بلاد المسلمين . وهي فتنة تبدأ من بلاد الشام ، التي بدأ أعداؤنا منها مدهم الاستعماري المظلم ، وسموها مركز الإشعاع الحضاري . وتنتج عنها فتنة تسميها الأحاديث الشريفة باسمها ( فتنة فلسطين ) وتصفها بأنها تمخض بلاد الشام مخض الماء في القربة : ( إذا ثارت فتنة فلسطين تردد في بلاد الشام تردد الماء في القربة ، ثم تنجلي حين تنجلي وأنتم قليل نادمون ) ! أي قليلون لكثرة ما يقتل منكم ، بيد أعدائكم وبيد أنفسكم . وتصف الأحاديث أجيال أبناء المسلمين الذين ينشؤون على ثقافة هذه الفتنة حتى لا يكادون يعرفون غيرها . وتصف الحكام الجبابرة الذين يحكمون شعوب المسلمين بأحكام الكفر والأهواء ، ويسومونهم سوء العذاب . وتسمي الروم أصحاب هذه الفتنة ، وإخوان الترك الذين يرجح أن يكون المقصود بهم الروس ، وأنهم عندما تتفاقم الأحداث في سنة ظهور المهدي عليه السلام ، ينزلون قواتهم في الرملة بفلسطين وفي أنطاكية على الساحل التركي السوري ، وفي الجزيرة عند الحدود السورية العراقية التركية : ( فإذا استثارت عليكم الروم والترك . ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الأرض . . .