عند مسجدها الجامع الذي يظهر أن المقصود بمسجد البصرة . ولا بد أن تكون حادثة استشهادهم قبل ظهور المهدي عليه السلام ، لأنه لا جبابرة ولا مستكبرون بعد ظهوره عليه السلام ليكون هؤلاء الشهداء مستضعفين عندهم كما وصفتهم الرواية . كما لا تحدد الرواية بوضوح من يقتلهم ، ولعل كلمة ( إخوان ) مصحفة عن كلمة أخرى ، والدجال المذكور أنه يكون بعدهم وأتباعه السبعون ألفاً من النصارى أصحاب الأناجيل ، لا يبعد أن يكون غير الدجال الموعود ، لأنه يظهر بعد المهدي عليه السلام . على أن رواية ابن قتيبة تقتصر على ذكر شهداء الأبلة فقط ولا تذكر هذا الدجال ، ولم يذكر ابن ميثم رحمه الله المصدر الذي أخذ منه الرواية . وجاء في تفسير نور الثقلين في قوله تعالى : ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ) ( الحاقة : 9 ) ، أن المؤتفكات هي البصرة . وفي تفسير قوله تعالى : ( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ) ( النجم : 53 ) ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( هم أهل البصرة ، وهي المؤتفكة ) . وفي تفسير قوله تعالى : ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ) ( الحاقة : 9 ) ، عن الإمام الصادق عليه السلام : ( أولئك قوم لوط ، ائتفكت عليهم : انقلبت عليهم ) . وفيه نقلاً عن ( كتاب من لا يحضره الفقيه : ( عن جويرية بن مسهر العبدي قال : ( أقبلنا مع أمير المؤمنين عليه السلام من قتل الخوارج حتى إذ قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر ، فنزل أمير المؤمنين عليه السلام ونزل الناس ، فقال علي عليه السلام : أيها الناس إن هذه الأرض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات ( وفي خبر آخر مرتين ) وهي تتوقع الثالثة ، وهي إحدى المؤتفكات ) . انتهى . هذا ، لكن بعد التأمل في روايات أحداث البصرة وخرابها قبل ظهور المهدي