قريتكم هذه . ثم أمور قبل ذلك تدهمكم ، عظيمة أخفيت عنكم وعلمناها ، فمن خرج عنها عند دنو غرقها فبرحمة من الله سبقت له . ومن بقي فيها غير مرابط فبذنبه ، وما الله بظلام للعبيد ) ( البحار : 60 / 224226 ) وقد أضفنا لها فقرة من نهج السعاة في مستدرك نهج البلاغة ص 325 ، وقد روى فقرة منها عن عيون الأخبار لابن قتيبة عن الحسن البصري ، وفيها : ( غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : تفتح أرض يقال لها البصرة أقوم الأرضين قبلة ، قارؤها أقرأ الناس ، وعابدها أعبد الناس ، وعالمها أعلم الناس ، ومتصدقها أعظم الناس صدقة ، وتاجرها أعظم الناس تجارة . منها إلى قرية يقال لها الأبلة أربعة فراسخ ، يستشهد عند مسجد جامعها أربعون ألفا ، الشهيد منهم يومئذ كالشهيد معي يوم بدر ) . لكن لو صحت هذه الصيغة للخطبة الشريفة فلا تدل على أن هذا الخراب متصل بالظهور لأن بعض صيغها تذكر أنه يكون في الرجعة . ويظهر من مصادر التاريخ أن خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في البصرة وحديثه فيها عن الملاحم قطعية ومشهورة ، ولكن رواياتها المتعددة تختلف في الطول والقصر وبعض المضامين . وتنفرد الروايتان اللتان ذكرناهما بأن خرابها يكون بالغرق بعد الخسف ، وهو ما لم يحدث في غرقها في المرتين أو في ثورة الزنج . وتنفردان أيضاً بذكر شهداء البصرة السبعين ألفاً أو الأربعين ألفاً ، وأنهم في درجة شهداء بدر ، وأن أمير المؤمنين عليه السلام بكى عليهم ، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله بكى عليهم . وتحدد الرواية الأولى مكان شهادتهم بين البصرة والأبلة ، التي هي اليوم حي من البصرة تقع قربه محطة القطار ، بينما تذكر رواية ابن قتيبة أن مكان شهادتهم