الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به ، وذلك قول الله عز وجل : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) . ( غيبة النعماني 163 والمحجة للبحراني ص 177 ) . ومعنى قوله عليه السلام : ( أقبل ) أي يقبل عندما يمشي بكل بدنه . و ( جعد ) أي في شعره جعد . و ( مبدؤه من قبل المشرق ) أي مبدأ أمره بدولة الإيرانيين الممهدين له . ( فإذا كان ذلك ) أي فإذا بدأ أمره وقامت دولتهم خرج السفياني . وليس في الحديث تعيين وقت خروجه ، وأنه هل يكون مباشرة بعد قيام دولة الممهدين أو بعد سنين طويلة ، لكن التعبير يدل على نوع من الترتب والترابط بين دولة الإيرانيين وخروج السفياني ، وأن خروجه يكون عملاً موجهاً ضدها كما ذكرنا في أوائل الحديث عن حركته . وعن حنان بن سدير قال : ( سألت أبا عبد الله ( أي الإمام الصادق عليه السلام ) عن خسف البيداء فقال : ( أَمَا صِهْرا ، على البريد ، على اثني عشر ميلاً من البريد الذي بذات الجيش ) ( البحار : 52 / 181 ) . وذات الجيش واد بين مكة والمدينة ، وأما صهرا موضع فيها . وفي مخطوطة ابن حماد ص 90 عن محمد بن علي ( الإمام الباقر عليه السلام ) قال : ( سيكون عائذ بمكة يبعث إليه سبعون ألفاً ، عليهم رجل من قيس ، حتى إذا بلغوا الثنية دخل آخرهم ولم يخرج منها أولهم ، نادى جبرئيل : يا بيداء يا بيداء - يسمع مشارقها ومغاربها - خذيهم ، فلا خير فيهم ! فلا يظهر على هلاكهم أحد إلا راعي غنم في الجبل ، ينظر إليهم حين ساخوا فيخبر بهم . فإذا سمع العائذ بهم ، خرج ) . وفيها ص 91 عن أبي قبيل قال : ( لا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير ، فأما البشير فإنه يأتي المهدي وأصحابه فيخبرهم بما كان من أمرهم ، ويكون شاهد ذلك في وجهه قد حول الله وجهه إلى قفاه ، فيصدقونه لما يرون من تحويل وجهه ويعلمون أن القوم قد خسف بهم . والثاني مثل ذلك قد حول الله وجهه إلى قفاه ، فيأتي السفياني فيخبره بما نزل بأصحابه فيصدقه ويعلم أنه حق لما يرى فيه من العلامة .