نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 40
فالإنتصار عليهم إذن لن يكون مانعاً لهم من التشكيك في أحقية أهل البيت بمقام الإمامة ، فكيف إذا أصبحوا يدَّعون المظلومية لأنفسهم ، والغاصبية والعدوانية من أهل البيت « عليهم السلام » ، وعلى رأسهم الإمام علي « عليه السلام » ، عليهم وعلى حقوقهم ؟ ! . . وسوف يجدون الكثيرين من البسطاء والسذج ، وطلاب الدنيا ، والجهال ، وحديثي العهد بالجاهلية ، يستمعون إليهم ، ويقبلون منهم ، ويأخذون عنهم . . كما أن الخوارج والزبيرية والعثمانية ، والموالين لغير أهل البيت ، وأهل المطامع والأهواء ، سوف ينشطون لمواجهة خط أهل البيت « عليهم السلام » ونهجهم ، وسوف يسرحون ، ويمرحون ، ويضلون ، ويشككون ، ويثيرون الفتن ، ويشيعون الباطل في الناس . ولربما تحدث تقلبات وفتن تزيد الطين بلة ، والخرق اتساعاً ، حين تتشارك آلاف الأيدي الأثيمة ، في تشويه صورة الحق ، وفي زرع الفتنة ، وتمزيق المسلمين . . الثاني : أن لا يتحقق انتصار حاسم لأي من الطرفين ، بل يبقى كل فريق في موقعه ، كما كان الحال عليه في زمن الإمام علي « عليه السلام » . . ومن الواضح : أن هذا الأمر لن يأتي بسهولة ، بل سوف يكون ثمنه خوض حروب صعبة ، قد تكون كبيرة وخطيرة ، بالإضافة إلى الكثير من الضحايا من خلص الشيعة ، ومن الناس عامة . . أما النتائج : فهي بلا شك ستكون ضئيلة ، وغير متكافئة مع حجم التضحيات وفقاً لما أوضحناه آنفاً ، وذلك في ظل النشاط التخريبي
40
نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 40