نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 52
بدافع من إحنه البدرية ، وأحقاده الأحدية . . ولكن قتل الإمام الحسن « عليه السلام » ، ليس له مبرر ما دام أن الحسنين قد دافعا عن عثمان حين هوجم وقتل ، كما أوضحناه في كتابنا : الحياة السياسية للإمام الحسن « عليه السلام » . . حسابات معاوية في صلحه : وإذا رجعنا إلى حسابات معاوية لأمر الصلح ، فإنه وإن كان يرى نفسه في موقع القوة ، ويرى أن انتصاره العسكري سيكون سهلاً وميسوراً ، بملاحظة واقع الجيشين ، ولكنه كان يعلم أيضاً : أن هذا الانتصار إذا انتهى باستشهاد الإمامين الحسنين « عليهما السلام » ، وبني هاشم ، فإنه يحمل معه احتمالات حدوث مفاجآت غير محسوبة [1] . هو في غنى عن معاناة الخوف والحذر منها ، وسوف تنغص تلك المفاجآت المحتملة عليه لذة العيش ، إذا كانت تتحرك في دائرة انتقال الملك إلى ولده يزيد « لعنه الله » ، وبني أمية ، فإن الأيام قد تتمخض عن تقلبات لم يحسب لها هو ولا غيره حساباً ، وقد لا يستطيع من يأتي بعده من بني أبيه معالجتها بما يحفظ له النتائج الطيبة التي يتوخاها . . ولأجل ذلك ، فقد آثر أن يعطي الإمام الحسن « عليه السلام » ما يريد ، معتمداً على ما بيَّته من نوايا الغدر والخيانة له ، ونكث عهده ونقض
[1] ولو مثل أن يأتي سهم غرب فيقتله أو يقتل ولده ، أو أن يتمكن إنسان من التسلل إليه أو إلى من يحب ، فيقتله ، إلى غير ذلك من احتمالات .
52
نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 52