نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 51
ويظهر زيف ادِّعاءاته ، وبوار ممارساته ، وعوار أهدافه . . كما أن ذلك يسقط شرعية كل ما يدعيه الغاصبون الذين يأتون بعد معاوية ، ممن يرتكزون في شرعيتهم إليه ، ويعتمدون فيها عليه . . فاتضح : أنه لولا هذا السلم المتمثل بعقد الهدنة « الصلح » لبقي أعداء أهل البيت يبثون شبهاتهم ، ويشيعون أضاليلهم ، وأباطيلهم ، التي تتهدد إيمان الناس ، واعتقادهم على مر الدهور والعصور . واتضح أيضاً : أن ما يحصل عليه الإمام الحسن « عليه السلام » عن طريق السلم يستحيل أن يحصل عليه في الحرب ، حتى لو انتصر فيها . . ولعلك تقول : لماذا حارب الإمام علي « عليه السلام » معاوية ، ولم يسع إلى مصالحته ؟ ! ونقول في الجواب : إن من الضروري التنبيه إلى أن هذا لم يكن يمكن حصوله في حرب معاوية للإمام علي « عليه السلام » ، فإن الإمام علياً « عليه السلام » كان يملك القدرة على الحرب ، فلا مبرر للصلح بنظر الناس ، بل إن السعي إليه يوجب الشبهة لدى الناس في أن يكون معاوية محقاً فيما يدعيه ، وبذلك تصبح خيانة معاوية مبررة عند الكثيرين من الجهال ، والبسطاء ، حتى لو بادر إلى قتل الإمام علي « عليه السلام » نفسه ، لأنه سيكون قادراً على التمويه على الناس في أمر اتهام الإمام علي « عليه السلام » بدم عثمان ، وكفى ذلك مبرراً لنفض العهد ، والإقدام على جريمة قتله « عليه السلام » . .
51
نام کتاب : عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 51