ولماذا لا يأخذان بقول رسول الله « صلى الله عليه وآله » : إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ؟ [1] . رابعاً : إن جرأة أم كلثوم على أبيها ، وإظهار أنها ترغب فيما ترغب فيه النساء لهو أمر يثير الدهشة . ولا سيما من امرأة تربت في حجر علي وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما ، وعرفت معاني العفة ، والزهد والتقوى . . ولم يعرف عنها طيلة حياتها إلا ما ينسجم مع هذه الروح ، ولا يشذ عن هذا السبيل . . خامساً : لماذا يهجر ولديه ويقطع صلته بهما من أجل الحصول على هذا الأمر الذي جعله الله سبحانه لها دونه باعترافه « عليه السلام » - حسب زعم الرواية ؟ ! سادساً : ما معنى التعبير عن عون بن جعفر بالقول : « وإنه لغلام » مع أنه كان شاباً يشارك في الحروب ، ويقاتل ويستشهد ، كما ذكرناه فيما تقدم . سابعا : قد تقدم أن زواجها من عون وإخوته موضع شك أيضاً ، فإن عوناً ومحمداً إذا كانا قد قتلا سنة 17 هجرية أي في نفس السنة التي تزوجت فيها عمر ، فكيف نوفق بين ذلك وبين حقيقة أن عمر إنما مات سنة 23 هجرية ؟ ! وإذا كان عون وأخوه قد ماتا في الطف ، فكيف تزوجها أخوه محمد من بعده ، ثم تزوجها عبد الله ؟ . وإذا كان المتولي لتزويجها للجميع هو أبوها كما يقول البعض - حسبما قدمناه - فإن أباها كان قد استشهد قبل وقعة الطف بعشرين سنة .