أو استنادا إلى أن عمر لم يكن ممن يسعى إلى كبح جماح شهوته ، وهو القائل : ما بقي فيّ شيء من أمر الجاهلية إلا أني لست أبالي أي الناس نكحت وأيهم أنكحت [1] . وإلى أنه قد حدثنا هو نفسه أنه كان إذا أراد الحاجة تقول له زوجته ، ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن [2] . وله قصة معروفة مع عاتكة بنت زيد التي كانت تحت عبد الله بن أبي بكر ، فمات عنها ، واشترط عليها أن لا تتزوج بعده فتبتلت ، ورفضت الزواج حتى من عمر فطلب عمر من وليها أن يزوجه إياها ، فزوجه إياها ، فدخل عمر عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها ، فلما فرغ قال : أف . أف . أف . ثم خرج من عندها وتركها الخ [3] . فإننا بدورنا نقول : إن ذلك لا يصلح لتبرير إرسال أبيها إياها إليه على هذا النحو . . فإن المفروض هو أن لا يرسلها إلا مع نساء يصلحن من شأنها ، ويرافقنها إلى بيت الزوجية بإعزاز وإكرام حيث الخدر والستر . . ولا نتعقل أي معنى لأن يرسلها أبوها إلى عمر على هذا النحو البعيد عن معنى الكرامة والتكريم لها ، والذي لا يفعله رعاع الناس ، فكيف يتوهم صدوره عن بيت الإمامة والكرامة ، والعز والشرف . وعن أهل بيت النبوة بالذات ؟ !
[1] طبقات ابن سعد ( ط بيروت سنة 1377 ه ) ج 3 ص 982 . [2] المصنف لعبد الرزاق ج 7 ص 303 ومجمع الزوائد ج 4 ص 304 عن الطبراني . [3] طبقات ابن سعد ( ط ليدن ) ج 8 ص 194 وكنز العمال ج 13 ص 633 .