فأعلم العباس علياً بذلك . فقال « عليه السلام » : أنا أعلم أن ذلك يهون عليه ، وما كنت بالذي يفعل ما يلتمسه أبداً . . فأقسم عليه العباس أن يجعل أمرها إليه ، ومضى العباس إلى عمر فزوجه إياها [1] . وقد اعتبر صاحب الاستغاثة . . أن نفس جعل علي « عليه السلام » أمر ابنته هذه دون سواها إلى العباس دليل على وجود قهر وإجبار كان قد مورس ضد علي « عليه السلام » . بل لقد ورد في نص آخر : أنه أمر الزبير أن يضع درعه على سطح علي ، فوضعه بالرمح ، ليرميه بالسرقة [2] . وقال السيد المرتضى : « وعمر ألحّ على علي « عليه السلام » ، وتوعده بما خاف علي على أمر عظيم فيه من ظهور ما لم يزل يخفيه ، فسأله العباس - لما رأى ذلك - رد أمرها إليه ، فزوجها منه » . وقال في أعلام الورى : قال أصحابنا : إنما زوّجها منه بعد مدافعة كثيرة ، وامتناع شديد ، واعتلال عليه بشيء بعد شيء حتى ألجأته الضرورة إلى أن رد أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، فزوجها إياه [3] .
[1] الاستغاثة ( ط النجف ) ص 92 - 96 . وقد أشار إلى ذلك في تلخيص الشافي ج 2 ص 160 ومجموعة رسائل الشريف المرتضى ( المجموعة الثالثة ) ص 149 و 150 والصراط المستقيم ج 3 ص 130 . [2] الصراط المستقيم ج 3 ص 130 . [3] البحار ج 42 ص 93 عن إعلام الورى ص 204 .