أو عرفه من أسرار اطلع عليها بنفسه ، أو عرفها من الملائكة المقربين ، أو غير ذلك . ثم هناك الإلهام والإشراف المباشر على الحقائق ، الذي يسره الله سبحانه لأوليائه . . وهناك كذلك الخطابات الإلهية التي تتجلى بخلق الكلام في الشجرة ، أو في غيرها ، كما جرى لموسى . والرؤيا أيضاً من وسائل الوحي للأنبياء كما هو معلوم . وبعد ما تقدم نقول : إن النبي « صلى الله عليه وآله » والإمام « عليه السلام » لا يتعامل مع الناس على أساس معارفه التي ينالها بهذه الوسائل والطرق التي ألمحنا إليها ، إلا فيما أذن الله سبحانه به في الموارد الخاصة لمصالح معينة ، كإظهار علم الإمامة وعلم النبوة ، لتيسير اليقين للناس ، والربط على قلوبهم في مواضع الخطر الداهم . . وإلا مع الأنبياء والأوصياء أيضاً . . كما هو الحال في قضية ذبح إبراهيم لولده إسماعيل . . وإلا . . في تعامل النبي والإمام نفسه مع الأمور التي تعني شخصه ، كطهارة مأكله ، وصحة وحلية مصادره . . وسلامتها عن أي شبهة ، ونحو ذلك . . فإذا أراد النبي أو الإمام أن يعاشر الآخرين من الناس العاديين ويعاملهم ، فإنه يعاملهم وفق وسائل المعرفة المتوفرة لديهم . وبها ينالون علومهم . فإذا علم من خلال الرؤية البصرية بأن فلاناً سرق ، أو علم بذلك بواسطة الإقرار من السارق نفسه ، أو شهد عنده الصادقون بأنهم رأوا السارق