ولعل احتجاجه بحديث كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي يستطيع أن يمنحنا إشارة إلى رغبته في مولود يحمل تلك الصفة التي هي الأساس في هذا التفكير . . لكن صغر سن أم كلثوم ، وسياسات عمر العنصرية ، وحقده القوي على غير العرب ، وشدته عليهم ، قد هدم كل ما بناه من آمال وما خطط له من سياسات ، حيث قطع الطريق عليه أبو لؤلؤة ، حين عاجله بطعناته النافذة التي أودت بحياته ، قبل أن يتمكن من أن يتبع خطواته الأولى بأية خطوة أخرى في هذا السبيل . هل أراد علي « عليه السلام » استصلاح عمر وكفه ؟ ! وعن سؤال : لماذا رضخ علي « عليه السلام » للتهديد ، وقبل بهذا الزواج الذي قد يقال : إن حديث الإكراه عليه يسلب عنه صفة المشروعية . . نقول : « حكى المفيد في المحاسن ، عن ابن هيثم : أنه « عليه السلام » أراد بتزويج عمر استصلاحه ، وكفه عنه . وقد عرض لوط بناته على الكفار ، ليردهم عن ضلالهم : * ( هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) * [1] » [2] . وسئل مسعود العياشي عن أم كلثوم ، فقال : كان سبيلها سبيل آسية مع فرعون [3] .
[1] الآية 78 من سورة هود . [2] الصراط المستقيم للبياضي ج 3 ص 130 . [3] الصراط المستقيم ج 3 ص 130 .