زواجها بمن لا ترضى : ونحن نعتقد أن أم كلثوم قد أجبرت على هذا الزواج وأن أباها كان مكرهاً عليه أيضاً ، وإن قضية زواجها من رجل لا ترضاه في الحالات العادية ، ليس بالأمر الغريب . ومن مؤيدات ذلك حصول نظيره حتى للأنبياء صلوات الله عليهم وعلى نبينا وآله . وقد حدثنا الله سبحانه . وصرحت الروايات بأن بعض زوجات رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، قد كن يؤذينه ، وبعضهن قد تظاهرن عليه ، إلى حد أصبح بحاجة إلى أن يكون * ( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) * [1] . ثم بين الله سبحانه وجود نساء أخريات هن خير منهن ، من حيث الصفات ؛ لأن فيهن صفات تميزهن عنهن وهي صفات : الإسلام ، والإيمان ، والقنوت ، والتوبة ، والعبادة ، والسياحة إلى الله سبحانه . ثم ضرب لهن مثلاً بامرأتي نوح ولوط اللتين كانتا كافرتين ، وتؤذيان نوحاً ولوطاً ، وذلك بعد تهديد ووعيد للكفار بالجزاء العادل ( راجع سورة التحريم ) . فهل كان الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » يحب في الظروف العادية أن يكن هؤلاء النسوة زوجات له ؟ ! ! أم أنه كان مضطراً لتحمل هذا الأمر ، حتى لو