بلغت الأمور إلى هذا المستوى الخطير ، والخطير جداً ؟ ! . ومن جهة ثانية قد حدثنا القرآن الكريم أيضاً : أن امرأة فرعون كانت مكرهة على الإقامة مع فرعون كزوجة له ، وكانت تدعو الله أن ينجيها من فرعون ، ومن عمله وقد استشهدت رحمها الله على يد زوجها الطاغية ، الذي كان يدعي الربوبية . . هل ولدت لعمر ؟ وإذا كان هذا الزواج زواج أم كلثوم رحمها لله بعمر قد تم بالإكراه والإجبار ، فإن ذلك لا يعني : أنها عاشت معه كزوجة ، أو أنها قد ولدت له أولاداً ، وذلك لأن التناقض الظاهر في الروايات لا يبقي مجالاً لإثبات حتى : أنه قد دخل بها . بل قد صرحت بعض النصوص بأن عمر قد مات قبل أن يدخل بها ، وأنها كانت صغيرة [1] . فلا مجال إذن لتأكيد دعوى أن تكون قد ولدت له ولداً اسمه زيد . ولو فرضنا : حدوث ذلك ، فإن ذلك يبقى أيسر وأهون من أن يتعرض أمير المؤمنين لكيد يوصل له أعظم الأذى ، ويوجب إثارة مشكلات كبرى في طريق هذا الإسلام العزيز الذي يستحق التضحية بكل غال ونفيس .
[1] راجع : المناقب لابن شهرآشوب ( ط المطبعة العلمية - قم ) ج 3 ص 304 عن النوبختي في كتاب الإمامة ، وكلمة علي « عليه السلام » تصغر عن ذلك ، يؤيد هذا أيضاً . والبحار ج 42 ص 91 والصراط المستقيم ج 3 ص 130 .