يتظاهر بالإسلام ، ويجوز له أيضاً أن يتزوج بمن تتظاهر بالإسلام أيضاً . حسبما أوضحناه . أو على الأقل لا يمكن لنا الجزم بحرمة ذلك عليه « صلى الله عليه وآله » . . حتى لو كان يعلم بعلم النبوة والإمامة بما يخالف هذا الظاهر فكيف إذا انضم إلى ذلك ما صرحت به الآيات بالنسبة للتين تظاهرتا عليه [1] . زواج عمر بأم كلثوم متوقع : فلا حرج بعد هذا إذا قلنا : إنه لا مانع من أن يكون عمر قد تزوج بأم كلثوم فإن عدداً من الروايات التي تحدثت عن هذا الزواج معتبرة من حيث السند ، ومن بينها ما دل على أن هذا التزويج لم يكن عن اختيار ورضا ، بل جاء بعد التهديد والوعيد . وليس ثمة ما يمنع هؤلاء القوم من تنفيذ تهديداتهم ، فقد عرفنا : أن هؤلاء القوم قد آذوا الزهراء « عليها السلام » بما هو معروف ، فقد أسقطوا جنينها , وكسروا ضلعها الشريف ، فكانت الصديقة الشهيدة . . بل إنهم قد رموا رسول الله « صلى الله عليه وآله » بالهجر ، وقالوا : إن الرجل ليهجر ، أو ما هو بمعنى ذلك . . وقد كان على أمير المؤمنين « عليه السلام » أن يسكت ويداريهم حفظاً وصوناً للإسلام . . فهل يمكن أن يحاربهم أمير المؤمنين من أجل أن يمنعهم من
[1] راجع : صحيح البخاري ( ط دار الفكر - بيروت - سنة 1401 ه ) ج 6 ص 69 و 71 وج 7 ص 46 وصحيح مسلم ( ط دار الفكر بيروت ) ج 4 ص 190 و 192 وسنن البيهقي ج 7 ص 37 و 353 وكنز العمال ج 2 ص 525 وسنن النسائي ( ط دار إحياء التراث - بيروت ) ج 4 ص 137 وج 6 ص 152 وج 7 ص 13 ومسند أحمد ج 1 ص 33 وج 6 ص 221 والدر المنثور ج 5 ص 193 وج 6 ص 242 والجواهر الحسان ج 3 ص 351 والتسهيل ج 4 ص 131 .