كما أنهم لا يعاملون الناس طبقاً لما يعرفونه من خلال مقام النبوة الشاهدة ، فإن النبي « صلى الله عليه وآله » له مقام الشهادة على الخلق : * ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا . . ) * [1] . وإنما يعاملونهم حسب ما يصل إليهم بالطرق العادية المتوفرة لسائر المكلفين ، حتى لو علموا - من خلال شاهديتهم - بأن الواقع على خلافها . . توضيح وبيان : ولنا أن نوضح ذلك ببيان : إن الله سبحانه قال : * ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) * [2] . وقال تعالى : * ( وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ ) * [3] . وقال تعالى حكاية عن عيسى : * ( وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * [4] . وقال تعالى : * ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) * [5] . وقال : * ( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ ) * [6] . وقال : * ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً ) * [7] .
[1] الآية 8 من سورة الفتح . [2] الآية 105 من سورة التوبة . [3] الآية 94 من سورة التوبة . [4] الآية 49 من سورة آل عمران . [5] الآية 45 من سورة الأحزاب ، والآية 8 من سورة الفتح . [6] الآية 15 من سورة المزمل . [7] الآية 41 من سورة النساء .