يا عم ، والله ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته . فوعده أبو طالب عليه السلام النصر . الثالثة : عرضوا على أبي طالب عليه السلام : أن يتخذ عمارة بن الوليد ولداً له ، ويسلمهم النبي محمداً صلى الله عليه وآله ، الذي فارق دين أبي طالب ودين آبائه ، وفرق جماعتهم وسفه أحلامهم ، ليقتلوه . فإنما هو رجل برجل . فقال أبو طالب عليه السلام : والله ، لبئس ما تسومونني ، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ ! هذا والله ما لا يكون أبداً ! ! . فقال المطعم بن عدي : والله يا أبا طالب ، لقد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص مما تكرهه ؛ فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً . فقال أبو طالب عليه السلام : والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت على خذلاني ، ومظاهرة القوم علي ؛ فاصنع ما بدا لك ، أو كما قال . فحقب الأمر ، وحميت الحرب ، وتنابذ القوم ، وبادى بعضهم بعضاً [1] . وهذا التدرج والتتابع الذي رسمناه ، لسير الأحداث ، إنما هو وفق الحدس والظن لما ربما يختلف ، ويتداخل . ولكن الأمر في ذلك سهل ، غير أننا قبل أن نواصل حديثنا نسجل النقاط التالية :