فلماذا استحل هذه الشفاعة ، مع أنه لم يعطه الكلمة التي توجب حليتها ؟ ! . رابعاً : إنهم يروون : أن الشفاعة لا تحل لمشرك . فلماذا حلت لهذا المشرك بالذات ، بحيث أخرجته من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؟ [1] . خامساً : قال المعتزلي : إن الإمامية والزيدية « قالوا : وأما حديث الضحضاح ، فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد ، وهو المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبني هاشم ، وعلي عليه السلام بالخصوص مشهور ومعلوم ، وقصته وفسقه غير خاف [2] . غير أننا نقول : إنه يمكن المناقشة في ذلك بأنهم قد رووا ذلك عن غير المغيرة أيضاً ، فراجع البخاري وغيره . فلعل رواية غير المغيرة قد حدثت في وقت متأخر بهدف تكذيب الشيعة ، ونقض استدلالهم ، فتلقفها البخاري . وذلك لأن من غير المعقول أن يورد الشيعة على غيرهم بذلك إن لم يكن له واقع . .
[1] مستدرك الحاكم ج 2 ص 336 ، وتلخيصه للذهبي وصححاه والمواهب اللدنية ج 1 ص 71 والغدير ج 8 ص 24 عنهما وعن كنز العمال ج 7 ص 128 ، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج 1 ص 291 وكشف الغمة للشعراني ج 2 ص 124 ، وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 120 . [2] راجع : شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 70 والبحار ج 35 ص 112 .