وفي نص آخر : أنه نادى قومه ، وأمرهم بأن يأخذوا سلاحهم ؛ فلما رآه المشركون أرادوا التفرق ؛ فقال لهم : « ورب البنية ، لا يقوم منكم أحد إلا جللته بالسيف ، ثم وجأ أنف من فعل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله ذلك حتى أدماها - وفاعل ذلك هو ابن الزبعرى - وأمَرَّ بالفرث والدم على لحاهم » [1] . من مواقف أبي طالب « عليه الاسلام » : قلنا : إن أبا طالب شيخ الأبطح عليه السلام هو الذي حامى وناصر النبي محمداً صلى الله عليه وآله بيده ولسانه ، وحدب عليه منذ طفولته ، وواجه المصاعب الكبيرة ، والمشاق العظيمة ، في سبيل الدفع عنه ، والذود عن دينه ورسالته ، ومنح بذلك هذا الدين الفرصة للتوسع والانتشار ، ما وجد إلى ذلك سبيلاً . وكان عليه السلام يقدِّم النبي صلى الله عليه وآله على أولاده جميعاً ، وقد أرجعه بنفسه من بصرى إلى مكة عندما حذره بحيرا من مكر اليهود . نعم ، وهو الذي رضي بعداء قريش له ، وبمعاناة الجوع والفقر ، والنبذ الاجتماعي ، ورأى الأطفال يتضاغون جوعاً ، حتى اقتاتوا ورق الشجر .
[1] راجع : الغدير ج 7 ص 388 و 359 وج 8 ص 3 / 4 وأبو طالب مؤمن قريش ص 73 كلاهما عن العديد من المصادر وثمرات الأوراق ص 285 / 286 ونزهة المجالس ج 2 ص 122 والجامع لأحكام القرآن ج 6 ص 405 / 406 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 24 / 25 .